السبت، ١٢ يوليو ٢٠٠٨

انانية الاحلام .... والتفكير ..... !



هاهو مغرب يوم الجمعة قد اقترب ، والجميع في هذه الساعة يجلس رافعا كف الضراعة الى الله فانها من ساعات الاجابة المؤكدة ، وهنا قفز الى ذهني موقف رائع جميل من رجل احسبه كذلك ولا ازكيه على الله قد خالط الاخلاص قلبه ، واكتست كلماته بحكمة المؤمنين ، احببته في الله ، احببت كلماته ، لعلني لا ابالغ ان قلت انه من اكثر من احببت بعد ابي الحبيب رحمه الله ، يذكرني بابي الحبيب في صمته الوقور وحسه المرهف وخلقه الدمث العالي ....... اراكم تقولون مالموضوع مالموقف ؟! معكم حق ....

كنت في عمرة في صيف عام 2001 م وكان هذا الرجل الحبيب معنا في العمرة انه المهندس نبيل اسلام والد الاخ الحبيب محمد نبيل ، ها نحن قد انتهينا من العمرة وركبنا حافلات العودة الى الوطن الى مصر .... التفت الي قائلا : تعلم ان لك دعوة مستجابة عند اول رؤية لك للكعبة ؟! قلت : نعم قال : فما كانت دعوتك ؟! قلت ( محرجا فلا احب ان اتحدث بما دعوت ) : يعني دعوت ب....... لم يجعلني اكمل فقد شعر بحرجي الشديد : لا اريد ان اعرف بالتحديد لكن اكان الدعاء لنفسك ام لاهلك ام لمن ؟! قلت بسرعة : حقيقة كانت الدعوة لنفسي . اطرق براسه قليلا فبادرته سائلا : وحضرتك ؟ ما كان دعوتك ان امكن ان اعرف ! قال بثيات : قد كنت انوي الدعاء باشياء كثيرة عند رؤية الكعبة منها الشخصي ومنها ماهو للعائلة ومنها ... ومنها .. لكني لما رايت الكعبة وهذه الالوف من المسلمين تطوف حول البيت لم ينطق لساني الابدعوة واحدة : اللهم رد هؤلاء واممهم الى دينك ردا جميلا ، اللهم غير احوالنا الى احسن حال ، اللهم اهدي هؤلاء واممهم ........

صعقني .... لا يحتاج ان يكمل او ان يشرح لماذا فعل هذا ؟!

كم اكبرته اكثر واحترمته اكثر .
تعلمت معنى لو جلست سنين لاتعلمه لما استطعت لكنه ببساطة وسهولة علمني ان لا اكون انانيا في التفكير ، ان لا اكون انانيا في دعاءي ، ان لا اكون انانيا في احلامي !..... فرق كبير بين الذي يعيش واحلامه كلها : في الماكل والمشرب والملبس والاولاد والزوجة ومناصب العمل ووجاهة الدنيا والمسكن الواسع الرحيب والسيارة الفارهة وبين الذي يعيش لغيره ، لامته ...... احلامه كلها تدور في فلك امته ، لرفعة امته ، لنصرة امته ، لاقتصاد امته ، لاخلاق امته ووطنه وقومه ... يحلم بوطن لا غش فيه لا كره فيه لا حقد فيه .... ويسعى لهذا الحلم كما يسعى الاول الى حلمه الشخصي ... فرق كبير بين الذي يفكر للذاته لهواه لشهواته لرغباته لحاجاته لماله ...... وبين الذي يفكر كيف ياخذ بيد الضال ويرشد الحائر ويربت على كتف الفقير ، ويكفل اليتيم ويساعد الارملة ....... فرق كبير بين الدعاء لنفسك ( وان كان مطلوبا ولا شك ) وبين الذي يدعو لامته وغيره ، فرق كبير بين ان تعيش لنفسك وبين ان تعيش لمن حولك ...... وهنا تذكرت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يقول : ان لكل نبي دعوة مستجابة واني قد ادخرت دعوتي لامتي يوم القيامة !!

هناك ٣٦ تعليقًا:

غير معرف يقول...

We should have a great day today.

أحمد بسام يقول...

استاذى العزيز
هذه هى الدنيا نحن نتعلم من حضرتك وانت تتعلم من وهكذا
ثانيا
هناك فرق بين ان يعيش الانسان لنفسه وين ان يعيش لامته بين ان يعيش انانيا وبين ان يعيش ينفع غيره هناك فرق بين ان يكون الانسان ايجابيا وبين ان يكون سلبيا ويحضرنى موقف
ان احد من يعيش لامته ذهب فى رحلة عمل وفؤجى ان فى الطيارة وزير التعليم لبلده فما كان من الحامل لرسالته ان ضحى بوقته من اجل ان يوصل للوزير رسالة وهدف وقد كان
ان امثال هؤلاء ليسوا كثيرون ولكنهم مؤثرين
وامثال الذين يعيشون لنفسهم كثيرون لكنهم ليسوا مؤثرين وهكذا الدنيا دواليك دواليك

إسلام يقول...

م أحمد..
هذا هو الفرق بين من يعيش بالدعوة وبين من يمارسها..
هناك الكثير ممن يمارسون الدعوة والعمل الاسلامي وهؤلاء غالبا يتخلون عن الدعوة بسبب المغريات سواء مال او انشغالات أو غيرها..
لكن الذي يعيش بدعوته لا ينساها أبدا ولا يتخلي عنها مهما كانت الظروف والمغريات..
وهذا هو لب التربية..نمر جميعا بمراحل تربوية تنقلنا من أفراد يمارسون الدعوة إلى أفراد يعيشون بها..

جزاكم الله خيرا

قلم حالم يقول...

صدقاً معنى لم أفكر به من قبل

جزاك الله خيراً كثيراً

رافي شاكر يقول...

اللي بيعيش لفكرة بيعيش كبير ويموت كبير
واللي بيعيش لنفسه بيعيش صغير وبيموت
صغير

abonazzara يقول...

أخي م/ أحمد
موقف جميل ومعانى أجمل تلك التي استخلصتها من هذا الموقف
ولكن لو أن لي دعوة واحدة مستجابة لدعوتها لنفسي أن يدخلني الله الجنة من غير سابقة حساب
لنكن واقعيين ، ولا مجال للمقارنة بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم فهو قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، ولكن السنة الصحيحة في الدعاء أن يبدأ الداع بالدعاء لنفسه ثم لوالديه ثم للأقرب فالأقرب حتى يشمل دعاءه جميع المؤمنين "رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب"
"رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات"
"قال رب اغفر لي ولأخي"
فجميل فعلا أن يعيش الإنسان لأمته على ألا ينسى نفسه ، وإلا انقلب على وجهه بعد فترة وخسر الدنيا والآخرة
هذه ليست أنانية
كان هناك بعض الإخوة الذين يسهرون الى ساعات متأخرة يقومون بواجب الدعوة الى الله وإرشاد الناس ، وبيوتهم خربة وأولادهم كالأيتام لا يجدون من يعلمهم ولا يهديهم سبيلا حتى كبروا وضاعوا
وكان هناك آخرون يهدهم العمل الدعوي حتى يصدهم عن صلاة الفجر لإنهاك أجسادهم ، وبعضهم تجده في غاية النشاط في كل حركة وعمل لله إلا ما يختص بإصلاح نفسه من نوافل وورد القرآن وقيام الليل والأذكار ... الخ
أنا آسف أن ألقيت بثقلي عكس التيار ولكني فقط أردت أن أعدل كفة ميزان لطالما مالت في اتجاه أن أتحول الى شمعة تحترق في جهنم لتنير للآخرين الطريق
المطلوب هو التوازن فقط
"وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب
وتقبل تحياتي واحترامي

م/ أحمد مختار يقول...

اخي احمد

جزاك الله خرا على التعليق والمرور

م/ أحمد مختار يقول...

اخي الحبيب اسلام

صدقت فرق شاسع بين افراد يعيشون الدعوة وافراد يمارسونها .... زاحب ان اوضح شيئا هاما :

لا اريد ان احصر المعنى في اولئك المنتسبين لهذه الدعوة او تلك ، وانما لكل مسلم شعر بفخر انتماءه لهذا الدين ..... لكل مسلم شعر ان عليه واجبا تجاه امته كان من الاخوان ام لم يكن كان من اصحاب الدعوات ام لم يكن حتى لا يفهم انه معنى يخص المنتسبين الى الاخوان فقط .......

بارك الله فيك

م/ أحمد مختار يقول...

الاخت يسرا

وجزاك خيرا على المرور

م/ أحمد مختار يقول...

اخي بحب الحياة

كلماتك رائعة لخصت الموضوع جزاك الله خيرا على المرور والتعليق

م/ أحمد مختار يقول...

اخي الحبيب ابونظارة

لا حرمني الله من تعليقاتك وتوضيحاتك ابدا ..... لا اختلف معك فيما قلته وفيما تعنيه ..... واؤكد لك ان هذه النماذج الذي ذكرت انما هم لم يفهموا معنى رسالة الاسلام بحق مع كامل احترامنا لبذلهم وتضحياتهم وعطاءهم .... لكن مع هذا ارى ان المسالة لها علاقة بقلب كل واحد ، لا ارى ارتباطا بين ان اقصر في رسالتي مع اولادي وزوجتي واخوتي واقاربي جميعا وبين ان احمل هم الامة على راسي ، لا ارى ارتباطا بين ان ادعوا لنفسي واجتهد في انقاذها من النار وبين ان اسعى لرفع راية الاسلام قدر ما استطيع ..... وقد جاء في الاثر : لو ان لي دعوة صالحة مستجابة لادخرتها لولي الامر ، لانه بصلاحه تصلح الامة .....

وجزاك الله خيرا على الايضاح الذي اثريت به المعنى

م/ أحمد مختار يقول...

اخي احمد

جزاك الله خرا على التعليق والمرور

إسراء يقول...

دائماً ما ترتبط الأنانية بالأشياء المادية
ولكني لم أفكر أبداً في هذا المعنى للأنانية
ماشاء الله معنى رائع يستحق الإهتمام
جزاك الله خيرا

رافي شاكر يقول...

من كلمات الشهيد سيد قطب
" ما الكلمات الا تعبيرا عن الذات يرحل الاحباب وتبقي كلماتهم تنبض بالحياة من بعدهم وتخلد فينا ذكراهم ما
حيينا وتختلف مكانة الذكرى في قلوبنا باختلاف الكلمات وصدقها وقوتها ونبضها
بالحياة إنها ليست مجرد كلمات بل هي رساله وهدف وحياة انها تبض القلوب "

أختكم فى الله يقول...

ما شاء الله موضوع فى منتهى الاهمية
نحياتى لحضرتك على اختيار موضوع كهذا

م/ أحمد مختار يقول...

الاخت اسراء

بارك الله فيك وجزاك خيرا على التعليق والمرور

م/ أحمد مختار يقول...

اخي بحب الحياة

جزاك الله خيرا : تعليقاتك دائما ثرية بالثقافة والعمق بارك الله

ملحوظة : حاول تضع رابط مدونتك على بطاقة التعارف الخاصة بك

م/ أحمد مختار يقول...

اختكم في الله

جزاك الله خيرا على التعليق والمرور .
بوركت.

Unknown يقول...

معنى جميل فعلا

ماشاء الله تبارك الله

جزيتم خيرا

ابن ادم يقول...

لا تصدؤ هذه الافعال الا من قلب مخلص بالغعل يحمل هم انته قبل همومه و يؤثر من حوله علي نفسه ..

سبحان الله حتي في الدعاء هناط ايثار !

بارك الله فيكم و في استاذكم الكريم

Ghada , Rofayda يقول...

صدقت.... فمن عاش لنفسه عاش وحيداً ومات صغيراً.. ومن عاش للناس عاش سعيداً ومات عظيماً........

جزاء من اهتم بالناس ان ينسى همومه..
وثواب من خدم مولاه ان يخدمه الناس...
وجائزة من ترك الدنيا ان يأتيه رزقه غدا...

بوست متميز....وراااائع

اول مره ادخل مدونتك بس مش الاخيره ان شاااااء الله

تحيااااااتي

دمت بخير...

اوعى تفكر يقول...

جزاه الله خيرا
اكيد هذا الاخ مخلص الى درجه كبيره
اصل لو انا فى مكانه مش هدعى غير لنفسى

م/ أحمد مختار يقول...

اخي حطم القيود

وجزاكم الله خيرا على التعليق

م/ أحمد مختار يقول...

اخي ابن ادم

صدقت ولقد رايت من الايثار وحسن الخلق في رحلة العمرة التي لن انساها ابدا الكثير والكثير من هذا الرجل الصالح الذي لا ازكيه على الله والله حسيبه ........

لقد رايته يعين الشباب ، رايته يؤثر الشباب على نفسه في راحته فضلا عن الكبار ..... حقيقة مثل هذا الرجل مدرسة وان لم يتكلم ...

جزاك الله خيرا على التعليق والمرور

م/ أحمد مختار يقول...

Ghada & Rofayda

جميلة تلك الكلمات التي تفضلت بها .....

جزاكم الله خيرا على التعليق والمرور ، شرفتم المدونة ومرحبا بكم

م/ أحمد مختار يقول...

اخي اوعى تفكر

مرورك وتعليقك يسعدني .....

نعم لو كان كثير منا مكانه لدعى لنفسه ....
ولذا نحتاج لامثال هؤلاء لنتعلم .....

ان اخطر مايلفت الانتباه في مثل هذه المواقف اننا في حياتنا نحتاج الى من نأخذ عنه الفكر والخلق والسعي والمعاملة ، وهذا بحق ما تحتاجه مجتمعاتنا

بارك الله فيك

غير معرف يقول...

يتشرف موقع شرقاوى اون لاين بدعوة حضرتك لحضور ندوة بعنوان

آداب الخطوبة وفنون الاختيار

مع الدكتورة إيمان عزب الاستاذ بكلية الصيدلة

وذلك يوم الاثنين القادم في تمام الساعه 8.30 مساءا

http://sharkawyonline.net/vb/showthread.php?t=14166

صريح أوي يقول...

السلام عليكم
اولا اعتذار شديد اللهجة
انا آآآسف جدا جدا يا اخي الكريم
علي عدم متابعة المدونة في الفترة الاخيرة
ولكني اعلم أنك ستعذرني
هل تعلم لماذا لأني احبك في الله
كما احببت أستاذك الذي كتبت عنه وكأني اعرفهمن زمن
لنا الله فعلا
نحب بعضنا البعض دزن نري بعضا
لهم حق الملوك يجالدونا عليه بالسيوف
إنه الحب
جزاكم الله خيرا
وألقاك علي الخير دائما

حسن حنفى يقول...

الموضوع رائع شكرا لحضرتك
والمدونه اروع انا حطيتها في المفضله

Hosam Yahia حسام يحيى يقول...

مممممممم

بجد مش عارف اكتب ايه

فليعد للدين مجده يقول...

تقبل الله منكم العمرة والحج ولا حرمكم منها أبدا
والمعني في الاهتمام بأمور المسلمين جميل لكني مع راي أخي ابي نظارة في ان نفوسنا الضعيفة بحاجة ملحة للدعاء وعون الله تعالي

تقبل تحياتي

حبارير يقول...

أحيا الله قلبك
كلمات ومشاعر طيبة تحيي موات القلب
فك الله أسر الدعوة والمساجد
وتقبل الله منكم كل معروف
تقبل مروري
بإذن الله لن يكون الأخير

ام يحيي يقول...

جزاك الله خيرا أخي الكريم
موقف مؤثر نتعلم منه الكثير

belal يقول...

صدقت حتى نحن ..ونحن مقتنعون تماما بأهداف عملاقة
قد تغلبنا الأنانية أحيانا
أو لا نكون متشبعين بالفكرة لهذا الحد
..

اسلام صديق يقول...

معني جميل جدا ربنا يبارك فيك استاذي

حسن حنفى يقول...

اعتزلت التدوين

شكرا انكم قبلتوني في عالمكم الفتره

دي

ويشهد الله كم احببتكم فيه