الخميس، ٣ ديسمبر ٢٠٠٩

إبراهيم عيسى يكتب: تلك الحقيقة التي تريد ألا تعرفها أبدًا

أولا: هل مصر فعلاً صاحبة فضل علي البلاد العربية؟


هذا السؤال قد يبدو ساذجا ومستفزا، هل مصر فعلا صاحبة فضل علي البلاد العربية أو بالأحري علي الشعوب العربية؟ حيث يبدو أن هناك إجماعا عاما واسعا ومسلما به بين المصريين علي هذا الأمر باعتباره حقيقة لا تقبل النقاش وأن الشيء الوحيد المسموح به (وعلي استحياء هذه الأيام) هو لوم وتقريع خفيف لزوم العشم بألا نعاير العرب بذلك، أي أن حقيقة أننا أصحاب فضل مفروغ منها والجدل (الخافت والمستحي) هو حول شرعية المعايرة وليس علي ثبوت وإثبات تلك الحقيقة، الأمر الذي يستوجب فعلا مصارحة بيننا تستلزم أن نفتح عقولنا ونسأل أنفسنا عن أشياء باتت موضع البدهيات بينما هي في الأصل موضع شبهات أو بأكبر قدر ممكن من المجاملة مشتبهات!

مبدئيا فإن شعبا يلوك في فمه كلاما من نوع: «ده إحنا فضلنا علي الكل، أو هؤلاء نسيوا فضل مصر، ده إحنا اللي عملناكم وإحنا اللي حررناكم»، وهذا اللغو المسكين يعبر عن استجداء المصريين للآخرين أكثر منه معايرة، وكأننا نقول لهم والنبي قولوا إننا كويسين، وحياتكم كلموني عن جمالي وروعتي، شيء ما في إلحاح المصريين علي طلب اعتراف الآخرين بفضل مصر يشبه تلك المرأة العجوز المسنة التي تريد ممن حولها أن يتذكروا كم كانت جميلة؟ وكم يطربها أن يتحدث الآخرون عن جمالها، بينما صورتها في المرآة حاليا كاشفة لتجاعيد تملأها قهرت جمالها السابق وتحيله الآن قبحا!


المصريون الآن أشبه بأحفاد رجل أصيل الأصل وغني المال وعظيم الأخلاق وواسع الثروة مات فبدد أبناؤه وأحفاده قصوره ومصانعه ومزارعه وثروته وقعدوا كحيانين علي الرصيف لا يملكون ما يقولونه وما يفعلونه سوي الحديث عن مجد جدهم دون أن ينتبهوا أنه مات وأنهم ضيعوا ثروته ومرمغوا سمعته وحلاً!
لاحظ أنني حتي هذه الفقرة أساير وأسير مع الذين يقولون إن لمصر فضلا وأناقش الطريقة لا الحقيقة، الطريقة التي تعبر عن ناس لا يعرفون الفضل والفضائل لكن يثرثرون عنه طول الوقت فصاحب الفضل إن كان فضلا وإن كان صاحبه يفقد قيمته وقيمه حين يتباهي به ويتنابز حوله ويرتكب حين يردد هذا اللغو، فعلا غير أخلاقي، فمن هو الإنسان المحترم الذي يفعل فعلا نبيلا شريفا ثم يعاير الناس به ثم أيضا يطلب مقابل هذا الفعل بل يريد أن يكون الناس أسري أو عبيدا لفضله وكأنه خسيس فعل شيئا قيما في حياته نادرا واستثنائيا وما صدق أنه فعله فأخذ يعاير الناس به ويطلب مقايضة أمامه حتي كره الناس فضله وكان يوم أسود بستين نيلة يوم ما قبلت تسلفني يا أخي! !
بينما نقول عن الشخص الذي ينسي الفضل إنه ندل، فإننا نصف الشخص الذي يطلب مقابل فضله وكأنه ماسك ذلة بذات الصفة.... الندالة!!
المذهل هنا أن أجيال المصريين الحالية ومنذ أربعين عاما تحديدا هي أكثر أجيال تخلت وولت وخلعت وفرت واستندلت مع العرب ومع ذلك فهم -وليس أجدادهم وآباءهم -الذين يطالبون الآخرين بسداد قيمة الفضل (إن وجد)، وهم هنا يسيئون ويهينون ذكري أجدادهم كما يعرون مادية وانتهازية تفكيره!
لكن دعنا من هذا كله رغم أهميته، وتعال لنسأل السؤال الجاد الناشف الجاف: هل نحن فعلا أصحاب فضل علي العرب؟
أولا مكرر: هل نحن فعلا أصحاب فضل علي العرب؟
في علم السياسة وعلاقاتها كلمة فضل كلمة غريبة ومهجورة ليس لها أي محل ولا مجال ولا مكان لها في العلاقات بين الشعوب وبين الدول، والحديث عن الفضل خساسة مضحكة ومثيرة للشفقة فلم نسمع يوما من الأمريكان أنهم أصحاب فضل علي أوروبا وبالتحديد علي ألمانيا مثلا حيث خرجت برلين مهزومة ومنسحقة ومفلسة من الحرب العالمية الثانية فتولت أمريكا في مشروعها الشهير مشروع مارشال إعادة بناء الاقتصاد الألماني عبر حجم هائل من المنح والقروض ساهم المشروع مع علم وعمل ووعي وعقل الألمان في نهضة هذا الشعب وتجديد هذه الدولة لتصبح واحدة من الدول الثماني العظمي في الكرة الأرضية، فهل تطاول أمريكي وقال يوما لمستشار (رئيس) ألمانيا أو للصحف الألمانية: تذكروا فضل أمريكا عليكم يا عرر يا جرابيع يا نازيين!!!
لن أطيل عليكم في سرد تجارب دولية كبري في مساندة الشعوب الصديقة والجارة والتي تربطها مصالح مشتركة عميقة ومهمة وأهداف واحدة وثقافة تكاد تكون موحدة، لكن المحصلة أنه لا أحد في العالم يقول هذا الكلام الفارغ بتاع الفضل وكلام الناس العاجزة الخايبة!
ثم في مجال الأخلاق السياسية والسياسة الأخلاقية كلام مثل هذا معيب وجارح للطرفين، فالذي يقول إنه صاحب فضل كأنما هو تاجر البندقية شيلوك اليهودي الذي يريد أن يقتطع لحم الناس المدينين له كي يوفوا بسداد ديونهم كما أنه أمر يثير عدوانية الطرف الذي نال الفضل (لاحظ مازلت ماشي معاك في أننا أصحاب فضل وهذا غير صحيح بالمرة وتماما) فأنت عندما تعاير شخصا وتضغط عليه فأنت في الحقيقة تبتزه ابتزازا رخيصا كي يكون تابعا أو خادما أو مكسورا أمامك وهو ما ينقلب إلي عكس ما تطلبه وضد ما ترجوه فللصبر حدود وللطاقة احتمال محدد!
لكننا فعلا لسنا أصحاب فضل علي العرب!
أعرف أنك لن تستطيع معي صبرا لكنك لو صبرت لاستطعت!


ثانيا : إذا كان لأحد فضل علي العرب فهي ليست مصر بل جمال عبدالناصر!


نعم الجملة شديدة الوضوح، إذا كان لأحد فضل علي العرب فهي ليست مصر بل جمال عبدالناصر، ما نتحدث عنه باعتباره عطاء مصريا عظيما وبلاحدود للعرب وللدول العربية أمر يخص مصر جمال عبدالناصر ولا دخل بمليم فيه لمصر أنور السادات وطبعا مصر حسني مبارك، وإلا قل لي وحياة أبيك ماذا قدمت مصر للعرب منذ تولي الرئيس مبارك حكم مصر؟

ما فضل مصر علي العرب؟
ما فضل مصر علي ليبيا مثلا؟ حتي يتذكر الشعب الليبي فضل مصر فتنهال دموعهم وتنسال أنهارا من فيض الفضل المصري؟ ربما تكون العلاقات التجارية التي مارستها مصر مبارك مع ليبيا خلال الحصار الدولي عليها موضع تذكير وفخر من حفنة تعرف بذلك في دوائر السياسة الحاكمة، لكن الحقيقة هذه العلاقات أفادت مصر أكثر من ليبيا ثم إن ليبيا كانت تقيم ذات العلاقات سرية وتحتية مع شركات ودول أخري في تبادل فوائد مشتركة فهو أمر لا يخص مصر مبارك بميزة ولا يقدم لمصر فضلا!
طيب ما فضل مصر علي الشعب السوداني؟ ممكن تحكي لي شوية عما فعلناه للسودان مثلا، ولا أي حاجة، حكومة وشعبا، بل نسينا السودان ونتغافل عن مشاكله ولا نتعامل مع همومه ولا حتي نستفيد من خيراته وفرص استثماراته؟
حد فيكم فاكر أي فضل لمصر علي السودان منذ استقلال السودان، بلاش منذ استقلاله، بل منذ 28عاما هي حكم الرئيس مبارك، ألا تتذكرون معي أننا كنا مقاطعينه أصلا بعد انقلاب البشير ومنذ محاولة اغتيال الرئيس مبارك في أديس أبابا وكانت هناك فجوة كبيرة وجفوة أكبر، وقبلها كانت خناقات للدجي مع حسن الترابي (وكذا المهدي وحزب الأمة أيضا) وكنا ننتصر لجعفر النميري ديكتاتور السودان حتي تخلصت منه ثورة سودانية شعبية، هل فعلا عملنا أي شيء كي يدين لنا سوداني واحد بإيقاف مذبحة دارفور، أو منع انفصال الجنوب (ربما ساهمنا بتكريس انفصاله!!) هل رحبنا باللاجئين السودانيين كما يجب علينا مع اللاجئين ومع السودانيين؟ هل نشطنا تجارة واستثمارا مع السودان كما فعلت الصين وتكاد تكون المستثمر رقم واحد في السودان؟ هل انتهينا إلي حل محترم يصون حقوق البلدين في خلافنا حول شلاتين وحلايب (ألم تسمع أن حكومة الخرطوم تعاملت مع حلايب باعتبارها دائرة انتخابية سودانية!)
حد يقول لي أي حاجة في فضلنا علي العراق؟
وماذا فعلنا للجزائر ومع الجزائريين منذ أربعين عاما!!
وما فضل حضرة أي واحد فينا علي تونس مثلا وقد كنا نخاصم الحبيب بورقيبة منذ أيام عبدالناصر ثم لا نتذكر عن علاقاتنا مع تونس سوي مباريات كرة القدم ذات الخيبة! وأن الفرق التونسية كانت تمثل حتي حين عقدة للفرق المصرية!!
أما المغرب فمش عايز أسمع ولا كلمة عنا معها فقد انتهي وجودنا فيها بعد رحيل عبدالحليم حافظ وحفلاته وأغنياته للملك محمد الخامس!
بينما موريتانيا أنا أتحدي أي مصري يقول لي اسم رئيسها الحالي؟ أو عدد سكانها؟ أو اسم جورنال واحد فيها؟، بل أظن أن معظم المصريين لا يعرفون أن موريتانيا تتحدث اللغة العربية!!
ندخل بقي علي المشرق العربي!
كلموني شوية عن فضلنا علي لبنان... الحقيقة لبنان ذات فضل متبادل يخص نانسي عجرم وهيفاء وهبي وإليسا وأفلامنا السينمائية التي صورناها في بيروت بعد النكسة وكان القلع والخلع فيها فوق الركب، ثم تفرجت مصر علي الحرب الأهلية في لبنان خمسة عشر عاما ولا حيلة لنا إلا جملة ارفعوا أيديكم عن لبنان بينما لم تكن لنا فيها يد، وحتي الآن فإن حكومتنا تتعامل مع نصف لبنان باعتباره خصما لها (حزب الله وحركة أمل وتيار ميشيل عون وقلبنا مؤخرا علي وليد جنبلاط فلبنان بالنسبة لحكمنا الرشيد هي سعد الحريري وسمير جعجع!!).
أما فضلنا علي سوريا فبلا حدود طبعا فيكفي أن مالناش دعوة بيها منذ 1973تقريبا ورغم محاولات فنانين مصريين أنصاف موهوبين وأنصاف مثقفين طرد ممثليها من حياتنا المصرية إذا بنجوم سوريا يسطعون في مصر!
وهذه فرصة لطيفة جدا للكلام الفارغ الآخر الخاص بموضوع أن مصر تفتح ذراعيها للفنانين العرب وكأن هذه منة أو منحة، لكن الحقيقة أن مصر بلا فنانين عرب لا تملك أن تقول عن نفسها ولا كلمة من عينة هوليوود الشرق والذي منه، ثم هوليوود الأصل يا بتوع الأصول هي التي تفتح ذراعيها لكل فنان ولأي فنان من أي مكان في العالم وهذا شرط التميز وأس النجاح!

ثم إذا كان فتح مصر ذراعيها للفنانين العرب فضلا فأرجو أن يكون واضحا لدي كل أعضاء نقابة المهن التمثيلية الذين يبدو أنهم في حاجة ماسة إلي دورات تثقيفية في التاريخ فالذي أدخل المسرح إلي مصر يا بهوات يا بتوع الفن هم السوريون والشوام، هم الذين علمونا يعني إيه مسرح وهم الذين بنوا المسرح المصري وخلقوه علي شكله المعاصر من عدم، ثم الشوام والفنانون العرب يا نجوم مقصورة استاد المريخ في الخرطوم هم الذين أسسوا فن السينما في مصر وأنتجوا وأخرجوا ومثلوا أفلامنا الأولي الرائدة واقرأوا تاريخكم الفني لتعرفوا وتفهموا فضل العرب والشوام علي كل فنان مصري!
وبالمرة بقي طالما جئت إلي الذي يوجع فإن الصحافة المصرية هي صحافة صنعها شوام العرب من سوريين ولبنانيين وهم رواد فن الصحافة المصرية الأوائل بل هم مؤسسوها وأصحابها من أول الأهرام والمصور والهلال والمقطم ودار المعارف حتي روزاليوسف إلخ إلخ!


ثم ما فضل مصر علي السعودية؟ وعلي الخليج العربي؟ (لم يأت دور فلسطين حتي الآن فصبرا جميلا والله المستعان).

آه هنا ستسمع كلاما حقيقيًا عن دور المدرسين المصريين والأطباء والمهندسين وغيرهم الذين ساهموا في تعمير وإعمار وتعليم وتطبيب أهل السعودية والخليج!

هذا صحيح لكنه ليس فضلا

هذا عمل ولا أقول واجبا

بذمتك ودينك هل سافر مئات الآلاف من المدرسين والأطباء للسعودية والخليج حبا في أهل هذه البلاد أو رغبة في خدمة الإنسانية أو كرما أو عشقا لسواد عيون المواطن العربي في الخليج (أو في ليبيا والجزائر حيث سافر المصريون ليعملوا هناك).

يا أخي عيب، لايزال السفر لهذه الدول حلما لدي كل شاب مصري كي يكون نفسه ويعمل قرشين ويتزوج أو يبني بيتا، ومحدش يقولي إحنا اللي علمناهم!
فالحقيقة أنهم يتعلمون الآن في أوروبا وأمريكا ولم نسمع عن أن أوروبا وأمريكا تعايرهم، ثم إذا كنا علمناهم فأنا وعلي مسئوليتي الشخصية أزعم أن نصف بيوت أقاليم مصر إن لم يكن أكثر من نصفها كثيرا تم بناؤه بفلوس مصريين يعملون في الخليج والسعودية، يعني بنوا بيوتنا وصرفوا علي أهالينا مقابل ما تعلموه أو اتعالجوا بيه، كان عملا ولم يكن فضلا ولا حتي رسالة! وكان حلم أي مدرس فيكي يا مصر أن يأتي اسمه في كشوف الإعارة للدول العربية، هل بسبب إنه سيذهب لرسالة العلم ونشر الثقافة ورفع راية التنوير، أبدا ولكن بسبب أنه سيقدر علي بناء البيت أو تزويج البنات وتجهيزهن أو توفير مبلغ للزمن أو غير ذلك من مقتضيات ضرورات الحياة!
طبعًا لم أذكر اليمن حتي الآن متسائلا عن فضلنا عليها خصوصا إنه كل شوية يفكرك واحد من إياهم إننا حاربنا لأجل اليمن بينما نحن حاربنا كذلك لأجل الكويت، وهذا ما يقودنا مرة أخري إلي فضل جمال عبدالناصر.
فالمؤكد أن العمل العربي الوحيد المشترك الذي فعلته مصر لأجل شعب عربي منذ 28عاما كان مشاركة قواتها في حرب تحرير الكويت عام 1991، لكن دعني أذكرك أن هذه المشاركة كانت تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية!! ثم كان إسقاط ديون مصر الخارجية تاليا لهذه المشاركة (لا أقول ثمنا وقد تقول، ولا أقول مقابلاً وقد تقول، وإذا قلت أنت ذلك لن أجادلك).
لعلنا في السياق نفسه نتذكر أن مصر أمدت العراق بسلاح في حرب صدام مع إيران وبموافقة ورعاية أمريكية ثم بمقابل مالي ضخم وليس حبا في العروبة (ربما كرها في إيران)، وساعدنا زعيما عربيا مجنونا ومستبدا هو صدام حسين علي تبديد ثروة شعبه وقتل الملايين من أبناء وطنه في حرب بلا طائل وبلا هدف إلا خدمة الأمريكان والصهاينة!
الحقيقة أنه من 28سبتمبر 1970ليلة وفاة جمال عبدالناصر فإن الشعب المصري ليس له أن يفتح عينه أمام أي شعب عربي ليقول له إنني منحتك أو أعطيتك أو تفضلت عليك خلال أربعين عاما، ومع ذلك فإن مصر جمال عبدالناصر لم تكن هي أيضا صاحبة فضل علي العرب!


ثالثا: ومع ذلك فإن مصر جمال عبدالناصر لم تكن هي أيضا صاحبة فضل علي العرب!


جمال عبدالناصر كان زعيما مؤمنا بالعروبة وحالما بالوحدة بين الدول (الشعوب) العربية، هذا صحيح، لكنه ساند ودعم حركات التحرر العربية ضد الاحتلال والثوار العرب ضد الحكومات التابعة للغرب إدراكا منه حقيقيا وعميقا وبعيد النظر للمصلحة المصرية التي هي مع المصلحة العربية في موضع التوأم الملتصق (لم تكن ظاهرة التوائم الملتصقة قد انتشرت كما تنتشر الآن)، مصر كي تتقدم وتتطور وتكبر وتصبح قوة إقليمية قادرة علي بناء ذاتها ومد نفوذها وتلبية احتياجات شعبها لابد أن تملك محيطا حليفا لها ومؤمنا بمبادئها ينسق معها ويخطط معها وينفذ معها، علي سبيل المثال كي يقوم جمال عبدالناصر بتأمين احتياجاتنا المصيرية من مياه النيل والحفاظ علي اتفاقية وقعها مع دول حوض النيل وهي تحت الانتداب أو الاحتلال فلابد أن تكون هذه الشعوب التي تملك مفاتيح ماء النيل صديقة لمصر وحليفة لها، من هنا يمد لها يد العون ويزود ثوارها بالسلاح والمال كي يتحرروا ويتمكنوا من قيادة بلادهم وهذا ما كان في كل الدول الأفريقية التي صار بطلها جمال عبدالناصر حيث مصر موجودة بالقوة المادية وبدعم السلاح والمعلومات وبالأزهر الشريف وشيوخ الدين وبالمدارس والجامعات وبالتأييد لهذه الشعوب في المحافل الدولية سواء الأمم المتحدة أو حركة عدم الانحياز أو غيرهما، لتصبح مصر ساعتها الحليفة والصديقة بل الأخت الكبيرة التي ضحت وساعدت ودعمت وتحصل بالمقابل وبدون أي تردد وبكل حب ونبل علي ما تريده من هذه الشعوب والحكومات، ويكفي يا سادة للمفارقة فقط أن جميع الدول الأفريقية صوتت لصالح مرشحنا المصري فاروق حسني علي منصب مدير عام اليونسكو بينما الرئيس مبارك لم يشارك في مؤتمر الوحدة الأفريقية منذ 15عاما تقريبا! ! كما أن أجهزة إعلام مصر كانت تشير طوال الوقت إلي خوفها من أن تتم رشوة الدول الأفريقية للتصويت ضد مصر! ! وهكذا جهل واضح وغياب مطلق وخلعان كامل يجعلنا بلا قيمة وبلا دور في أفريقيا الآن رغم احتفاظنا بآثار قديمة في قلوب الأفارقة، آثار عهد وقيمة جمال عبدالناصر، انظر الحصيلة: جمال عبدالناصر الذي قطع رجل إسرائيل من أفريقيا بمواقفه وبطولة مصر مع حركات التحرر في أفريقيا صنع أمانا رائعا لمصر من أي اختراق إسرائيلي لمياه النيل أو للدول الأفريقية، ثم إذا بإسرائيل خلال أربعين عاما من حكم الرئيسين السادات ومبارك ترتع في أفريقيا بل ووصلت حتي سدود علي نيلك! !
بنفس المنهج كان عبدالناصر يساند الجزائر وثورتها وشعبها لأن مصر عبد الناصر كانت تنتصر للشرف وللحرية ولكرامة الشعوب في مواجه العدوان والاحتلال، ولأن مصر عبدالناصر كانت في حاجة لأن يكون العرب في حاجتها ومحيطها، ولأن وجود فرنسا محتلة للمغرب العربي معناه أن استقلال مصر وأي دولة عربية منقوص ومهدد، وأنه لا يمكن لاستعمار مجاور لك ومحيط بك أن يسمح لك بالتقدم الاقتصادي أو الاستقلال السياسي أو الصعود التنموي، مصر عبدالناصر كانت تساند وتدعم لأجل نفسها قبل الآخرين ومن أجل مستقبل أبنائها ومواطنيها قبل أي أحد آخر، كذلك فعل عبدالناصر في اليمن (بدون ما تسقط عنه ديون مصر الخارجية بل زادت)، وكذلك كان السودان في قلب اهتمامات جمال عبدالناصر بل في قمة وعيه وخططه، ويكفي أن شعب الخرطوم وأبناءه حملوا سيارة جمال عبدالناصر من فوق الأرض حبا يفوق الوصف واعترافا يفوق الحب بمكانة مصر حين زار الخرطوم في مؤتمر قمة عربي بعد نكسة يونيو المريرة والرهيبة!!

الأمر إذن لم يكن مجرد مبادئ عبدالناصر المؤمنة بالحرية والوحدة بل كذلك كانت خطة عبد الناصر لتحويل مصر قوة إقليمية ودولية مهمة، وقد كانت كذلك فعلا حتي أن عشرات الخطط وضعها جهازا المخابرات الأمريكية والبريطانية لاغتيال عبدالناصر (ظني أن إحدي هذه الخطط أفلحت وقتلوا الرجل في 28سبتمبر 1970فعلا)، ثم كانت نكسة يونيو لتكسير عظام عبدالناصر وإنهاء مشروع مصر الرائدة لبداية مشروع مصر التابعة!!
هنا نتوقف عند فضل مصر علي فلسطين لأكاد أقسم لك بالله أن مصر لا فضل لها علي فلسطين، بل إن مصر ضيعت فلسطين ولو كنت فلسطينيا لركعت لله وسجدت أدعوه أن تحل مصر عن فلسطين كي تتحل!!

مصر حاربت إسرائيل في 1948فانتهت الحرب بضياع نصف فلسطين وبالنكبة الكبري حيث قامت دولة إسرائيل بينما كانت مصر الدولة الأكبر والجيش الأكبر وانهزم أمام عصابات صهيونية، ومن ثم فالمؤكد أن مصر هي المسئولة الأولي عن نكبة 48وهي بالمناسبة شاركت في هذه الحرب لأن أهداف إسرائيل التوسعية والاستعمارية لا تغيب عن أي حمار فما بالك بالعاقل النابه الذي يعرف أن إسرائيل تبحث عن دولتها الكبري من النيل للفرات، ومن ثم فالسكوت عنها وهي تحتل فلسطين كأنه رضوخ وموافقة لأن تحتل بعدها من نيلنا المصري السوداني إلي فراتنا العربي!
أما حرب 67فإن إسرائيل هي التي بدأت وشنت الحرب وقد أضعنا فيها نصف فلسطين حيث كانت القدس تحت ولاية الأردن، وغزة تحت ولاية مصر؛ فانهزمنا وضيعنا القدس وغزة وسيناء والجولان بالمرة.
أما حرب أكتوبر فقد كانت حربا من أجل سيناء وليست من أجل فلسطين وليس في خطتها التي وضعها عبدالناصر أو التي وضعها السادات كلمة واحدة عن فلسطين، فهي حرب مصرية تحاول استعادة أرض مصرية وشاركتنا في الحرب دول عربية كثيرة سواء بسلاح البترول (حد يكلمنا عن فضل البترول) أو بالمدرعات والدبابات كما فعلت الجزائر وكان منوطا بقواتها الدفاع عن القاهرة ضد محاولات احتلالها بعد الثغرة واحتلال السويس، أو بالأبطال الغر الميامين كما فعل الفدائيون الفلسطينيون.
ومن يومها فض اشتباك أول وفض اشتباك ثان ولا فلسطين ولا غيره حتي إننا تحولنا في عصر الرئيس مبارك إلي دولة تقف علي الحياد كما يقول هو نفسه بين إسرائيل والفلسطينيين (لا يقول فلسطين بل الفلسطينيين!)، وصارت مصر الدولة الوسيطة والسمسارة السياسية للصفقات بين طرفي النزاع والصراع وتتباهي بأنها موضع ثقة الطرفين، ثم لاتكف مصر عن لعب دور السنترال في أي أزمة تحيط بالشعب الفلسطيني، حيث تتصل طوال الوقت بوزراء ورؤساء دول أجنبية ترجو منهم وقف إطلاق النار المفرط وتدين بالمرة اللجوء إلي العنف!!. ثم نغلق معبر رفح حتي في لحظات العدوان الإسرائيلي علي غزة، ويملك كثير من المصريين الجسارة أن يقولوا إن هذا عدل وحق، ثم نسمع عن مخاوف من أن يأتي الفلسطينيون إلي سيناء يا خويا ويقعدوا فيها وهيه ناقصة، بينما يقاتل ويناضل اللاجئون الفلسطينيون كي يعودوا إلي أرضهم يخشي عوام منا وغوغاء من بيننا أن يأتينا فلسطينيون من غزة إلي سيناء وكأن نخوة المصريين جفت وكأن ما نسمعه ونراه من تدين المصريين مقصور علي النقاب واللحية والسبحة وتكفير الأقباط وحرق البهائيين، أما الانتصار للحق ونصرة المظلوم وإغاثة اللاجئ والاعتصام بحبل الله فكلام لا يعرفه المصريون ولا عايزين يعرفوه!!


رابعا: هل مصر فوق الجميع فعلا؟


آه جينا للي يزعل أكتر
هل مصر فوق الجميع؟
السؤال الواجب هنا هو أي جميع؟ من هم الجميع الذين مصر تقف أو تجلس فوقهم؟
هل جميع المصريين؟ أم جميع البشر؟ أم جميع الدول؟

الغريب أن دولتين فقط من بين كل دول العالم رفعتا هذا الشعار، الأولي هي ألمانيا النازية، وشعارها ألمانيا فوق الجميع، ألمانيا أدولف هتلر العنصرية العدوانية وكان هذا بشكل رسمي ولفترة مؤقتة (سوداء علي العالم كله)، والثانية التي هي مصر بشكل غير رسمي وفي عهد الرئيس مبارك حيث تتجرأ بعض قيادات الحزب الوطني وببغاوات الإعلام ودببة الفضائيات ويكررون شعار مصر فوق الجميع دون وعي بنازيته وعنصريته وربما دون وعي بمعناه ومغزاه أصلا؟

هذا الشعار عنصري رفعته دولة في فترة عنصرية آمنت فيه فئة مهووسة في مرحلة متطرفة وفي أجواء ديكتاتورية بأن الألمان جنس مختلف ومتميز عن العالم كله، وأن الجنس الألماني نبيل متفوق علي غيره من الأجناس والتي هي أجناس أدني أو قذرة تستحق إفناءها أو قتلها والتخلص منها، أي المقصود والمفهوم من ألمانيا فوق الجميع أنها أعلي وأهم من الشعوب الأخري وأكثر رقيا وتفوقا بحكم الجينات والهرمونات، وأن الألمان يستحقون وفق هذا الإيمان أن يحكموا ويتحكموا في العالم وأن تكون الأجناس الأخري مجرد عبيد وأرقاء وأقنانا عند الجنس الألماني اللي فوق بينما الجميع تحت!!

من إذن أدخل هذا الشعار المجنون إلي بلدنا وجعل حمقي أحيانا ومخلصين جهلة أحيانا أخري وسياسيين متحمسين حينا يرددون هذا الهوس الخرف دون فهم ودون تفكير؟

ثم ماذا يعني هذا الشعار الأخرق؟

هل يعني أن مصر فوق بقية الدول؟ النبي تتلهي!!
فمصر التي تحتل المركز الأخير بين دول العالم في سوق كفاءة العمل، والتي تقبع في المركز 111بين دول العالم من حيث النزاهة والشفافية، والتي لا تزرع قمحها وتستورد رغيف عيشها، والتي لا تشكل أي صناعة فيها أي أهمية في العالم، والتي لا تمثل أي تجارة لديها أي أهمية في العالم والتي لا تظهر في قائمة الدول العشرين الأكثر تصديرا في العالم ولا قائمة المائة، والتي لا تضم جامعة واحدة ضمن أهم خمسمائة جامعة في العالم والتي والذي والذين، هل يمكن أن يصدق أي مهفوف أنها فوق الجميع!
غالبا يتم استخدام هذا الشعار في مواجهة الدول العربية، وهو ما يعود بنا إلي أصل الموضوع وهو هذا الإحساس الزائف عند الشعب المصري بأنه جنس مخصوص غير العرب كلهم وأنه متفوق عليهم وأنه أعظم منهم وأنهم ولا حاجة أمام المصريين، وإذا لم يكن هذا الكلام عنصريا فهو ألعن، فسيصبح كلام ناس عيانة يستحسن ذهابها فورا لطبيب نفسي فهذا مرض شهير معروف بالبارانويا وهو جنون العظمة مقرونة بجنون الاضطهاد، وهذا عين حالتنا السياسية (والشعبية) الراهنة؛ حيث نشعر أننا أعظم ناس علي وجه الأرض، ثم إن العالم كله يتآمر علينا ويتحالف ضدنا ولا نسأل أنفسنا ليه؟
ليه بيتأمروا علينا، هل نشكل أي تهديد لأي دولة في العالم؟
هل ننافس أي دولة أو شعب في التفوق العلمي والاختراعات الهائلة أو الصعود للفضاء أو امتلاك الرءوس النووية؟
هل نهدد الصين في قدرتها علي التصدير ونشكل خطرا علي أمريكا في امتلاكها الفيتو؟ هل يرتجف منا نتنياهو وقادة تل أبيب أم يصفوننا بالأصدقاء والحلفاء؟
لماذا تحقد علينا الشعوب العربية؟
هل تحقد علينا لأننا نتمتع بأقوي صحة بدنية في المنطقة فلا عندنا فيروس سي ولا فشل كلوي وكبدي ولا ينتشر فينا السرطان وأمراض السكر والضغط، أو لأننا نشكل أكبر عدد مرضي بالاكتئاب في الوطن العربي مما يستدعي حقد الشعوب العربية علينا لأننا مفرطو الحساسية؟
هل يحقدون علينا لأننا اكتفينا ذاتيا في الزراعة والصناعة مثلا؟
هل يحقدون علينا لأننا صرنا ننافس كوريا الجنوبية في التصنيع وهونج كونج في التجارة والهند في الكمبيوتر وتركيا في الديمقراطية؟
هل يحقدون علينا لأن رئيسنا عندما يزور دولة عربية يخرج ملايين لتحيته والهتاف باسمه ورفع سيارته فوق الأكتاف؟
كلها أسئلة أليس كذلك؛ فهل تملك أنت إجابات عنها؟
أم أنك ستكتفي بأن مصر فوق الجميع!
أما إذا كان مقصودا بأن مصر فوق الجميع أي أن لها الأولوية الأولي في أي حسابات أو أي قرارات تصدر عن حكومتنا فهذا كلام بدهي ينطبق علي مصر كما ينطبق علي أي دولة في الوجود الإنساني، فلا توجد دولة تتخذ موقفا أو قرارا في غير مصلحتها ووفق أولوياتها وإلا تبقي دولة يحكمها مجانين أو عملاء!
أما إذا كان مقصودا أن مصر أهم من مواطنيها فالحقيقة أن لا دولة

محترمة تتعامل بأنها أهم من مواطنيها فالوطن هو مواطنوه،

وقيمة وكرامة وكبرياء الوطن من كرامة وكبرياء مواطنيه، وأن

حق كل مواطن أن يكون رقم «واحد» في أي قرارات خاصة بالدولة

ومن الدولة ومع ذلك فإن مصر بلد الكوسة والمحسوبية وحيث يحصل أقل من عشرين في المائة من مواطنيها علي أكثر من

ثمانين في المائة من الناتج القومي لها، بلد أنت مش عارف أنا

مين وتوريث الحكم والمناصب للأبناء والأصهار وتكويش خمسين

عائلة علي ثروة وحكم البلد، دولة هذا حالها لا يمكن أن تخدع

نفسها إلي حد أن تتصور أنها فوق الجميع، فالجميع من السيد الرئيس حتي أصغر مسئول في الحزب أو الحكم فوق مصر!


خامسا: طبعا من السهل جدا اتهام هذه السطور وكاتبها



سهل حيث يلجأ البعض حين سماع كلام لا يحبه إلي كراهية من يقوله لا مناقشة ما قاله، ومن ثم طبيعي جدا أن تخرج اتهامات لكاتب هذه السطور بأنه:
-لايحب مصر.
-أنه متشائم ونظارته سوداء.
-أنه مأجور وعميل.
-أنه يعارض الرئيس لهذا يريد أن يحط من شأن البلد في عهد السيد الرئيس.
أما عن الاتهام الأول فلا أنت ولا اللي خلفوا حضرتك يملك أن يتهمني أنني لا أحب بلدي ولا أنا مطالب أن أثبت لجنابك أنني أحبها.
أما ردا علي الاتهام الثاني فأعترف أن نظري ناقص سبعة العين الشمال، وناقص خمسة العين اليمين، وعندي استجماتيزم وحصلت علي إعفاء من الخدمة العسكرية، بسبب ضعف نظري، ومع ذلك فإن نظارتي بيضاء ولا أحب ارتداء نظارات شمس ملونة أو سوداء طبعا «وإن كنت أحب نادية لطفي وهي ترتديها في فيلم النظارة»، السوداء ثم إنني لست متشائما ولست متفائلا ولا أجد أي ضرورة للتشاؤم والتفاؤل في السياسة بقدر ضرورة الإرادة والعزيمة.
أما الاتهام الثالث فالمأجور والعميل أسهل تهمة يلقيها العملاء والمأجورون علي الناس.
أما الاتهام الرابع فأنا أعارض الرئيس مبارك طبعا وقطعا، فأقول

كلاما ويرد علينا غيرنا بكلام (ويردون بشتائم أحيانا كثيرة

وبقضايا ومحاكم وأحكام بالسجن أحيانا أخري)، وشوف أنت الكلام

الذي تصدقه فصدقه دون تفتيش في نوايا أي من المعارض

والمؤيد، ثم أعارض الرئيس مبارك لكنني لا أعارض مصر، ومصر ليست الرئيس مبارك رغم أن ما فعله فيها الرئيس مبارك ربما جعلها غير مصر التي نعرفها، وأخشي أن يورثها لدرجة أن تصبح مصر تلك التي لا تريد أن تعرفها!

سادسا: هل مصر دولة صغيرة وعليها أن تعرف حجمها عشان تتكلم علي قدها؟


كل ما كتبته هنا وسأكتبه لاحقا يهدف إلي أن تسمع تلك الحقيقة التي لاتريد أن تعرفها أبدا، ثم لهدف أكبر هو أن نكبر فعلا؟
ماذا يعني كل هذا الكلام؟

معناه أن مصر دولة عظيمة مرهون تألق عظمتها بشعبها، برئيسها ورجالها، إما أن يكون الشعب المصري في مرحلة ما من تاريخه يليق بهذا البلد فيرفع من مكانته ويعلي من مقامه وتقدم الأمم وقود منطقته العربية، وإما أن يكون الشعب في مرحلة ما (مثل التي نعيشها من 28عاما) خامل الهمة خانع الروح مهدور الكبرياء منكفيا منحنيا معزولا ومنعزلا عن محيطه ومنطقته فيتراجع البلد مكانة وشأنا ويتحول إلي التباهي الممض والابتزاز العاطفي المريض، وتزوي قيمه ويصبح دوره هشيما تذروه الرياح....!

الأحد، ٢٥ أكتوبر ٢٠٠٩

تماسيح الصحافة ودعاة الإرجاف...!!!

الان تحولت الصحف التي تبرز النحور والصدور ، وتهتك الستور ، وتنشر أخبار الساقطين والساقطات وتهتك العورات و...و..... تحولت الى حب الصالحين والخوف على مصلحة الدعوة، فأخذت تبكي دموعا حارة منهمرة على تضييع الأمانة وخيانة الأمة وعدم تصعييد الدكتور العريان ، كأنما هم من سجن واعتقل ليبقى هذا الكيان مبلغا لدعوة الله رغم القهر والاضطهاد والتشريد والإبعاد .......... تحولت هذه الصحف الى كائنات رقيقة المشاعر تخشى الله واليوم الاخر ، تبصر الخيانة وتعرف معنى تضييع الامانة وهي من هي في مدرسة الخيانة للامة وهي من هي في مدرسة تضييع الامانة ......فعلا وعجبي .

الذي ذكرته هذا أغاظني وأحنقني مع أني اعتدت ان لا اعطي اذنا ولاسمعا ولا بصرا لأمثال هذه الصحف ذات الأبواق المكتومة ، فصوتها نشاز ولحنها نشاز وكلماتها نشاز فأي شيء تريد أن تسمع منهم؟!!! ، يذكرونني بتلك الاغاني التي تنبعث من مسجل ضخم قديم على عربة حنطور ، او بتلك التي تسمعها عند ركوبك مشروع الساعة !!!
لا كلمات ولا الحان بل تصل في بعض الاحيان لمرحلة الاستفراغ والغثيان إن لم يوقف سائق المشروع المسجل ، وهؤلاء ليس لدي ما أقوله لهم فقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي .


لكن المصيبة التي أصابتني بالهم والغم والكرب العظيم هم الدعاة أنفسهم !!!!!!
نعم (( وفيكم سماعون لهم )) ، لقد كنت أظن أن دعوة الإخوان -كأفراد - بلغت مرحلة النضج في التعاطي مع مثل هذه الأزمات والملمات ، لكنني أبصرت أشياء غريبة في ثنايا هذا الحدث يطيش لها عقل اللبيب.

نعم رأيت (( وفيكم سماعون لهم )) .
فهمت (( إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ماليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله العظيم ))
أدركت توجيه الله سبحانه وتعالى ((ولولا إذ سمعتموه قلتم مايكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم ))
سينبري البعض قائلا أنتم لا تعرفون الحقيقة وليس لكم احتكاك بالمكتب وخلينا ساكتين أحسن !!
وياليتهم سكتوا حقا !!
ياليتهم كفوا ألسنتهم حين رأوا -كما يزعمون - وأخلصوا في النصح والإرشاد لمكتب الجماعة دون إدخال الدهماء والعامة ومن ليس له ناقة ولاجمل إلا التصفيق لكل صوت مرتفع .

عجبي من هؤلاء الدعاة الذين لست أدري في أي مدرسة تربوا ولا في أي حلقة درسوا.

إنه لا شك عندي أن الحديث في مثل هذه الأمور لا يثير سوى الفتن ولا يوصل للمطلوب من النصح ، والعقل والمنطق السليم يقر بذلك .

اسفي على موقع إسلام اون لاين حين يلوك مثل هذه الاحداث بدم بارد وهو من هو في سبقه بين الموقع الاسلامية ، وبالمناسبة هذه ليست المرة الأولى التي ينشر فيها اسلام اون لاين مثل هذه الاخبار والتي هي على طريقة الصحفيين-سبق صحفي وفرقعة إعلامية - متناسيا ضوابط إسلامية عدة بإمكانه أن يراجعها في سورة براءة الكاشفة الفاضحة خاصة وفي سورة النور وغيرها من سور القران عامة .
اتقوا الله ايها القائمين على هذا الموقع فإنا نحفظ لكم سبقكم وجهودكم في نشر دين الله وتبليغ دعوته ، واذكركم بقولة سلفنا الصالح : الفتنة تقف عند المؤمن ويشيعها المنافق .
فاختاروا لأنفسكم !!
واعملوا لدار البقاء ، ولا يغرينكم الشيطان كما أغرى المنافقين بحججه وتبريراته في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فيزين لكم اعمالكم، فيقلب الحق باطلا والباطل حقا مبررا ذلك بالخوف على الجماعة والنصح لقياداتها وكلنا يعلم ان ما هكذا يكون الخوف ولا هكذا تكون النصيحة .

اذكركم بقوله تعالى (( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا ))النساء.
اذكركم بقوله تعالى حبا لكم والله وإشفاقا عليكم - ولست ممن يملكون قرارا - (( لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ... ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا ....سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ))الأحزاب.
((يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ....ويبين الله لكم الايات والله عليم حكيم )) النور .

غفر الله لنا ولكم وأصلح أحوالنا وأحوالكم

الأحد، ٢٧ سبتمبر ٢٠٠٩

لله في خلقه شؤون وحكم.........

لعل اكثرنا مر بحالة محاولة الاستقامة ......... شرع في صعود الطريق وحاول الالتزام بالطاعة .... حاول المرة تلو المرة لكن لم يحن وقت الوصول ........ كلنا حاولنا ترك معصية استحكمت منا واشربتها قلوبنا وتعلقت بها افئدتنا ..... وكذا المرة تلو المرة ..... لكن ليس بعد فربك لم يأذن ......... فلله الحكمة البالغة .

وما اجمل قول ابن القيم في المدارج حينها : يا ابن ادم رب معصية اورثتك منا قربا ورب طاعة زادتك عنا بعدا-بتصرف-.

نكررها كل يوم مرات ومرات (( إياك نعبد وإياك نستعين....... اهدنا الصراط المستقيم )) ........ ولو اننا قادرون على سلوك هذا الطريق المستقيم بمجرد العمل لاستقام من في الارض كلهم اجمعون ...... لكن نحن نطلبها ممن يملكها وحده ...... متى يأذن بها (( قل انما علمها عند ربي )) .

والعجب أنك ان تقاعست عن سلوك الطريق المستقيم وتعللت بكونه بيد مالك الملك ومثبت القلوب وهاديها وجدت نفسك في بعاد يزداد وانحراف لا ينقطع عن هذا الطريق ........ عليك السعي الحثيث ما استطعت لذلك سبيلا( من تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا ومن تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا ...) ....... اما الوصول الى لذة الايمان وجمال المناجاة وحلاوة العبادة والاستمتاع بجمال الطريق المحفوف بالمكاره في ظاهره اليانعة ثماره في باطنه ......... فهو من حكمته سبحانه...... لا يبلغها احد الا بإذنه وفي الوقت الذي حدده ..... هي محض منة منه سبحانه وجميل تفضل منه تقدست اسماءه ......... وليس الذي سلك الطريق وذاق اللذة خير من الذي يتنكب متعثرا ويتتعتع متلعثما فلا يعلم الخيرية سواه سبحانه ، عندها لا تعجب من قوله سبحانه (( الا من تاب وامن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ))
إنها حكمة الله البالغة ان يبدل الزنا والسرقة والغش والغيبة والبهتان و..و... الى حسنات متعاظمة متى ما قبل التوبة من العبد .

الان وانا اكتب هذه الكلمات تقفز الى عقلي عشرات القصصص عن شباب حاولوا وثابروا واجتهدوا لكنهم لم يبلغوا مرادهم الا لحظة الممات بشهادة ينطلق بها اللسان ......... لماذا ؟! (نية المؤمن ابلغ من عمله )

وجدت الان بعدا اخر لهذا الحديث العظيم ........ انه بعد الاخلاص الذي لا يعلم صدقه في النفوس الا الله .
كم رايت شبابا يجاهد ويحاول ويسعى بكل السبل -وربما راى فيه بعض المتعجلون من الدعاة انه عابث او لاه - لكن لم يوفق للتوبة الحق الا قبل وفاته باسبوع واسبوعين ...!!!!!!!

كل هذا ليعيش الانسان مستقرا في خلده وروعه انه بالله ولله والى الله ........( لا ملجأ ولا منجا منك الا اليك).

(( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء )) ........ قيلت لخير البشر صلى الله عليه وسلم .

فلله في خلقه شؤون وحكم ........ الاذن بالهداية منه وحده ولا يعلم متى يأذن سبحانه بالتوبة والانابة والصلاح سواه ، كل ماعلينا بذل الوسع واخلاص النية له ثم تأتي الهداية متى ما قضى سبحانه لا متى ما اردنا نحن .

الهي فلك الحمد ........

الأحد، ١٦ أغسطس ٢٠٠٩

أحبك يا رمضان .......

رمضان يا نفحة الرحمن ........ رمضان يا زينة الايام ........ رمضان يا حبا سكن الفؤاد والجنان ...... رمضان يا باب الريان ......... انت قربتي وفرحتي وبهجتي وسعدي وهناي
ااااااااااااااه يا رمضان ...... بقدر فرحي بقدومك وشوقي للقياك وحنيني اليك ....... بقدر خوفي أن تمر علي رمضان الواحد والثلاثون في عمري ، ان تمر علي كرمضان الذي مضى والذي قبله والذي .....، ان تصبح عددا اردكته لا طاعة تقربت بها ، ان تصبح ظمأ وجوعا شعرته دون تغير في سلوكي وأخلاقي ، أن تصبح امتناعا عن زوجتي واطلاقا لشهوتي............

العيب ليس فيك يا رمضان ولكن في قلبي .... في سمعي وبصري ........ في لساني وشهوتي .....في رفقتي وصحبتي .......

نفسي..... قلبي ......... صحبي ..... اخوتي ...... زوجتي ................ ليكن رمضان هذا العام :
رمضان عبادة القلوب ..... وليعمل القلب ويعبد الله تبارك وتعالى لابد من كبح جماح اللسان .........فلنحذر السنتنا في رمضان .......

عبادة القلوب خشوع بين يدي الله وانس بجنابه ، عبادة القلوب ذلة وانكسار بين يدي الجبار ، عبادة القلوب بكاء في الاسحار على ما فرطت فيه من الاعمار ، عبادة القلوب قشعريرة في الجلود وكثرة في السجود ، عبادة القلوب دعاء طويل لا يمل ، وعزيمة صادقة لا تكل ، عبادة القلوب رضا عن الله وقدره بخيره وشره ، عبدة القلوب توكل صادق على الله في كل صغيرة وكبيرة ، عبادة القلوب رقة في التعامل مع الخلق حتى تصير معهم بغير قلب ........ عبادة القلوب ان تكون مع الله بغير خلق حتى تذوب متأملا في ايات فلكه وملكه وخلقه ......

اللهم بلغنا رمضان ........
طهر فيه قلوبنا
طهر فيه اسماعنا وابصارنا
طهر فيه عقولنا وافكارنا
طهر فيه السنتنا ........... اللهم نسألك عبادتك على الوجه الذي يرضيك عنا

أحبك يا رمضان

الاثنين، ٦ يوليو ٢٠٠٩

أحمد وسمير........ يا حبا أثر في القلب وعمَر

أحمد وسمير........ يا حبا أثر في القلب وعمر
أحمد وسمير....... أحسبكم حقا من اهل الخير
أحمد قد مات يجهز للعمرة
بضع سنين ............ وسمير تلاه
غيثا كان إذا أقبل.....
وكذلك لما أدبر .......
مبتسما كان سمير ودودا..... كأخيه المحبوب الجوهر
عطر الذكر ....
جميل المطلع والمنظر .......
يعطي هذا بسمة حب صادقة الثغر ..........
يمنع هذا عن طرق الشر ......
ويدل الضلال الى الخير .....
نظرته للمهموم...... امال من بر
بسمته في وجه المغموم ..... تشعره ان الدنيا مازالت في خير
محبوبا كان ...... وكذلك أحمد


حقا ماأطيب قلبه ....
لم يحمل يوما غلا في صدره......
لم يغتب يوما حتى ظالمه بلسانه ......
لم يشعر يوما أن الدنيا بنيانه .....
بل كان يحث السير إلى الجنة
يتوضأ دوما في كل صلاة ....
يبني في ليلته ابواب ودروبا للفردوس ...
فهناك سيلقى أحمد صلى الله عليه وسلم واخاه......

ولذا قام وشمَر....

الاثنين، ٨ يونيو ٢٠٠٩

هذا رأيي وبكل صراحة.............

لن تستطيع ان تجمع الناس على رايك ورؤيتك هذا محال فلذلك الاختلاف خلقنا الله لكنك تستطيع ان تبحث عن نقاط مشتركة مع اي احد دون ان تحيد عن مبادئك فعندها تستطيع ان تغير في القلوب وتسبي الالباب وتسحر العقول فان لم تصل الى هذا فعلى الاقل انت لم تغلق باب التفاهم والتعامل مع الاخرين وهو المطلوب منا كدعاة

نخطيء حين ندخل في نقاشات طويلة وجدالات- في اكثر الاوقات عقيمة ولا تجدي نفعا بل تنفر وتقطع الاواصر- وخاصة مع طوائف مسلمة عندها خلل واختلال في الفكر تارة وفي العقيدة تارة وفي الحركة اخرى ، وهذه مشكلتنا اليوم مثلا مع الشيعة حين نحاول ان نصادمهم وننقد منهجهم وعقيدتهم لمجرد النقد ولمجرد اثبات انهم على خطأ فادح ولا يرجى منهم الا خطر محدق من كل صوب واتجاه وهم وان كانوا كذلك خطر لا ريب فيه لكن انى ان نتفاهم او حتى نرشدهم الى موطن الزلل ونحن ليس بيننا وبينهم الا السباب والشتم والقدح والتجريح بسبب وبغير سبب ، والفرق والبون شاسع في التعامل مع من يدعي الاسلام وان كان كافرا ومع الكافر المحض .

ولننظر الى الموضوع نظرة بسيطة : البشر جبلوا على صعوبة النقد على نفوسهم الا من امن وتربى على قبول النقد وانكار الذات ، والسؤال الذي استوقفني هل ما يفعله بعضنا مع الشيعة هو من الدعوة الى الله في شيء ؟!!!
هل هذا التجريح وتسليط الضوء على الطوام هو من باب الارشاد الى طريق الصواب ؟!!!!
هل نظن ان انكارنا لمنكراتهم على هذا النسق سيردهم الى حظيرة الدين ؟!!
لست انادي ان نتناسى مصائب الشيعة وبلاويهم لكنني انادي ان نطبق معهم هدي الاسلام في التعامل مع الفساق واصحاب البدع .
كيف ترجوا مني ان اسمعك وانت لا تريد ان تسمعني كيف تطلب مني تصحيح معتقداتي وافكاري ومباديئي -وان كانت كفرية - وانت لا تبدي لي اي تعاطف او رؤية لمواطن الحسن في منهجي .
لقد مدح الله النصارى بما هم اهله كما وضح مواطن الاعوجاج لديهم ، ورسولنا صلى الله عليه وسلم مدح اشخاص باعينهم وهم لم يسلموا بعد وذكرهم بما هم اهله ، النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يحب شعر امية ابن ابي الصلت والرجل مات كافرا قال عنه صلى الله عليه واله وسلم : كفر هو واسلم شعره .

وانظر الى الخوارج ومنهجهم المعوج وكيف تعامل معهم الصحب الكرام وان في كلمات ابن عباس رضي الله عنه وارضاه في حواره معهم منهج للمختلفين معنا في الفكر والاعتقاد ، والسؤال هل سب الصحب الكرام الخوارج على المنابر وفي دروس العلم وفي الطرقات ونشروا ذلك بين الناس أم ان الحوارات الدائرة كانت بينهم وبين اصحاب الملل والنحل الاخرى دون اقحام عامة المسلمين في هذا ؟ هل تطاول الصحب الكرام رضوان الله عليهم على اشخاص هؤلاء ورموهم بالجهل المطبق والفكر المضمحل والرؤية الضيقة والفسق والابتداع .....الخ من الاوصاف التي يتقنها كثير من مشايخ المسلمين اليوم دون ان يقدموا حجرا صحيحا في زاوية الاصلاح ، ان الاصل في اوصاف الفسق والابتداع ان تطلق على الاعمال والافكار لا على الاشخاص والجماعات والفرق ، ولنا في تعامل النبي صلى الله عليه واله وسلم مع المنافقين في المدينة اسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الاخر .

واخيرا فاننا-وفي هذا العصر بالذات الذي كثرت فيه الفتن - لا نستطيع ان نجمع الناس كلهم على راي واحد ......هذا محال لكن نجتهد ان نتفاهم مع من حولنا خاصة ان كان ممن يدعي الاسلام وان نقيم عليه الحجة بالدليل والمنطق الحسن لا ان ننابزه العداء والبداء بالهجاءوالشحناء والبغضاء

والله تعالى اعلم

الخميس، ١٦ أبريل ٢٠٠٩

زجل او شعر .............. لكن الجرح واحد

ترى كم من السنين
يحتاج الاقصى ان يصرخ حتى نسمعه ؟
ان يبكي حتى نمنعه؟
ان يلعن صمتا قطعه؟
ان يلعن جبنا ضيعه؟

ان تسالنا القدس
مرات مرات
لمتى ابقى في الاسر سجينة؟

هذي صرخات القدس حزينة
هذي ساحات الاقصى
تصرخ إني مقتولة
تصرخ إني مطعونة
تصرخ إني مبقورة
كم من وقت يلزمكم لتداووني .
قدصارت باحاتي حزينة؟

كم من وقت يلزمكم لتتحرك منكم افئدة وقلوب ؟
كي تدمع اعينكم حقا من اجل قضية ؟
هل حقا مايحكى عنكم
انكم اجساد صارت دون قلوب ؟
هل حقا ما يحكي الناس بشأن الثوب المثقوب؟
هل حقا ان عروبتكم اضحت لغة الخذلان المنصوب؟
هل حقا الغيتم من كل قواميس العرب
كلمة حرب كلمة حق كلمة وعد
الغيتم كل دلالات جهادكم المحبوب

هل حقا بلغت جراتكم
ان تلغوا من اي القران يهود المغضوب؟
هل حقا طمست من فوق منابركم
كلمة واعدوا
قولوا لي بالله عليكم لن اسمع هذا المكذوب

هل حين يعيش الالاف وهمهم ملء بطون
هل حقا غايتهم لله

هل حين تكون هموم الاباء ملابس ابناء
هل حقا غايتهم لله

هل حين يمر اليوم وراء اليوم
وحمار الساقية يعيش لسقياهم
هل حقا غايتهم لله

هل حين يظل الاباء
يرون فخامة مدرسة الابناء مناهم
هل حقا غايتهم لله

يا امة احمد ماهذي خطوات نبيكم
كلا لا يرضى الله

القدس تناديكم سا حاتي
القدس تناديكم باحاتي
الاقصى يستصرخ نخوتكم يا جندالله

فمتى تتحرك حقا يامن تدعو الله

جفت كلمات الاقصى
وانتثرت فوق رمال الارض المسلوبة
بحت حنجرة المسجد
من كثرت صرخاتي المكتومة
والمحراب تصدع والجدران تهاوت من بؤس عروبة
هل يعرف معنى للمحيا من ليس له للقدس خريطة
كيف تذوق النوم جفون ما سهرت من اجل المحبوبة
والله سيسألكم ربي عن قيدي ولماذا صرت سليبة
والله سيسألكم ربي عن حزن الاطفال ودمعة ام منكوبة

لكني واثقة من وعد الله وصابرة حتى ترجع ارضي المحبوبة
فابنوا ماشئتم من دور
عيشوا في وهم و قصور
ظلوا جبناء كما انتم
ابقوا اموات كما انتم
موتوا فالله سيلعنكم
ان كانت هذي عيشتكم

وانا فسينقذني الله
بشباب منهم عزمات
قد قاموا ليلا لله
برجال ملؤا ساحات
واعدوا العدة لله
بنساء ربوا ابناءا
يرجون شهادة اواه
اني ابصرهم في مصر وفي الحرم المكي ببيت الله
في ساح الاموي تراهم قدهبوا حقا يبغون الله
وبارض عراقٍ نخوتهم كاسامة والقعقاع وحمزة اسد الله
قد حن القلب للقياهم والاقصى ينتظر صلاة
فالقدس بصدق لن يشتاق لمن لا يرجوا لقياه

الثلاثاء، ٢٤ فبراير ٢٠٠٩

قال الجنيد ........

يا الله كم افتقد اصدقائي ........

حقا الفترة الماضية- ولازلت- اشعر بوحدة وفراغ لا اجد الكلمات المناسبة لوصفه ، حقا افتقد أجواءا عشتها ، صحبة تجمعت معها في الله ولله وبالله...... وأسألأ الله الذي جمعنا على طاعته أن يجمعنا يوم القيامة في دار كرامته إخوانا على سرر متقابلين .

هذا الافتقاد لأصحابي وهذا الوجد الذي بقلبي غير طعم الماكل والمشرب في فمي ، صرت اتقلب ليلا قبل النوم على فراشي أتذكر الموقف تلو الموقف ، أذكر مشاعر حب صادق عشتها مع أحبابي في الله ، أصبحت أشعر أن الحياة تبدل طعمها وملامحها ، كل هذا لأني فقدت أحبتي رفاق الدرب والإيمان ......... لا اجيد لوصف والتعبير لكني افصحت عن بعض ما اشعر به بل عن قليل مما اشعر به ....


لكن فجأة هالتني مقارنة صعبة وجدتها رسمت أمامي دونما جهد مني : أهكذا شعرت لاني فقدت صحبتي واحبتي - ليس للابد ان شاء الله - ترى عندما أشعر بأني فقدت لذة الايمان وخشوع الصلاة وحلاوة المناجاة والقرب من الله لم لا تتغير الحياة في عيني لم لا تتغير الدنيا بمطعمها ومشربها في فمي لم لا اتقلب على الفراش شوقا الى الله والقرب منه ........

الان أدركت معنى قول الجنيد رحمه الله : ماذا وجد من فقد الله ؟!!

اللهم اجعلك احب الي من الماء البارد على الظمأ.

الخميس، ١٢ فبراير ٢٠٠٩

يا من تأكل الميتة ......اتق الله

ماذا سأقول امام الله عزوجل يوم القيامة إذا سألني : عبدي ألم تذكر فلان بما يسوؤه ويحزنه ان يعلمه الناس عنه يوم كذا وكذا ؟

لا مفر يومها ولامناص من الإجابة .......


على أي شيء أغتاب كائنا من كان ؟!

اعلى ظلم ظلمنيه ...... فهل نسيت ان رب العباد شاهد على ظلم الظالمين ؟
إن العبد حين يقرأ قوله تعالى (( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ..... إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار ......مهطعين مقنعي رؤوسهم لايرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء ....))
ليهتز خوفا ان يكون من هذا الصنف .... من منا لم يظلم؟..... من منا لم يعتدي؟.... فعلام إذن نغتاب الناس وكأن هذه الدار هي دار أخذ الثأر والجزاء .......
ام تناسينا قوله تعالى (( ولايغتب بعضكم بعضا.... أيحب أحدكم ان يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ))

ام نغتاب الناس لننال منهم لانهم سخروا منا او جرحونا او ضايقونا ، او تعاملوا معنا با متهان واحتقار .........؟!

ام نغتابهم لان قلوبنا امتلأت حقدا وحسدا على ما فضل به عنا بعض الناس فنحن لانفتأ نقلل من شأنهم امام الناس .؟!!

ام لإننا اختلفنا معهم في رأي ؟!

علام يغتاب بعضنا بعضا ؟؟؟؟؟؟

ألا فلنكف السنتنا عن بعض .......

(( وهل يكب الناس على وجوههم في النار الا حصائد السنتهم ))

(( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا تهوي به في نار جهنم 70 خريفا))

((إن الله كره لكم القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ..))

اللهم اعني ان امسك لساني عن الخلق ........ ابتغاء الاجر والثواب منك

الخميس، ٢٢ يناير ٢٠٠٩

وقفات ...............

مالم تقف تصحح مسار حياتك وتصلح اعوجاج الطريق كل فترة معينة فانت غارق في بحار من الظلمات بعضها فوق بعض ، فانحراف في انحراف في انحراف .......لا يوصل الا الى ضلال ....اعاذني الله واياكم من الضلال واهله .



ان تحتكر الحق لنفسك ، وان تظن انه لا يحسن التفكير غيرك ، وان ترى لنفسك الحق ان تسير البشر على هواك(طالما ان غيرك لم يرتكب حراما او إثما ) ...... فهذا -اعاذني الله واياكم - من اعظم الضلال ومن سوء الحال ........ والاسوأ ان تظن بعقلك استيعاب كل شيء ........

سيدي انت بشر وكل له منطلقاته وفهمه ..........فلنحترم منطلقاتنا ولنقف مع انفسنا وقفة صدق.



مسكين ايها العاق لوالديه ............اي نهاية تنتظرك ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!

عجبا لرجل سيرته زوجته حتى قطع رحمه وعق امه وترك اخوته وعشيرته ثم هو يظن ان الصلاح في ركعات يقيمها في جوف الليل .........

فلنرى هل ستجدي نفعا تلك الركعات مالم يكن من وقفة صادقة مع النفس .





مصيبة اخطاء الاباء الفكرية والعقدية التي يربون عليها الابناء انها تخرج للمجتمع مسوخا لا تعرف الا باطل الاباء ، ولا تقبل تصحيح المشايخ والعلماء ، فضلا عن فساد التصورات والمعتقدات ، وتوريث فساد فكر الاباء للاحفاد كابر عن كابر،

والخلاصة ان فساد التصورات لا يبقى على حاله لكنه يتشوه اكثر فاكثر مع تقادم الاجيال مالم يكن من وقفة صادقة مع النفس .............عافانا الله اياكم .





ان تهزأ بشخص لانك تختلف معه في موقف او فكرة هذا هو عين السخرية من النفس ، والاسوأ ان تغضب ان بادلك هزأ بهزأ ...... وعين الحقيقة ان هذا بعد عن منهج الاسلام الخلقي الذي ينادي :

عامل الناس بما تحب ان يعاملوك ، وهنا لابد كذلك من وقفة صادقة مع النفس .



هؤلاء الذين ظلوا يتحدثون عن ضبط الحسابات والاعتدال في التفكير وخطورة المغامرة واهمية الاعداد مستدلين على ذلك بايات لووا معانيها وكسروا حدودها وحروفها واجتهد كل منهم وكانما هو علامة زمانه وفارس ميدانه ومفتي دياره وهو لايحسن ان يقرأ الفاتحة، عجبت لهم اشد العجب ......... هذه غزة وحماس ثبتوا في الميدان وما جبنوا وما انهزموا وما تخاذلوا ، بل انتصروا نصرا عزيزا مؤزرا ، هذه الثلة المؤمنة التي اصبحت تملي على بني صهيون الشروط ( حماس تمهل اسرائيل اسبوعا واحدا للانسحاب من غزة ) ، حماس بمدافعها البسيطة وصواريخها العبثية التي هزأ بها هؤلاء هزت الكيان الصهيوني واجبرته على الخروج منسحبا ذليلا من غزة ........ولهؤلاء الطاعنين المولولين الذين يخيفهم الموت وترعبهم طلقة الرصاص لابد من وقفة مع النفس موجها اليهم هذه الاية الكريمة من سورة العمران



(( الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرأوا عن انفسكم الموت إن كنتم صادقين ......... ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ........ فرحين بما ءاتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ......... يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأ ن الله لا يضيع أجر المؤمنين ........ الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم .......... الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل .........فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم........إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ))



وإلى وقفات اخرى قريبا بإذن الله ....................