الاثنين، ٨ يونيو ٢٠٠٩

هذا رأيي وبكل صراحة.............

لن تستطيع ان تجمع الناس على رايك ورؤيتك هذا محال فلذلك الاختلاف خلقنا الله لكنك تستطيع ان تبحث عن نقاط مشتركة مع اي احد دون ان تحيد عن مبادئك فعندها تستطيع ان تغير في القلوب وتسبي الالباب وتسحر العقول فان لم تصل الى هذا فعلى الاقل انت لم تغلق باب التفاهم والتعامل مع الاخرين وهو المطلوب منا كدعاة

نخطيء حين ندخل في نقاشات طويلة وجدالات- في اكثر الاوقات عقيمة ولا تجدي نفعا بل تنفر وتقطع الاواصر- وخاصة مع طوائف مسلمة عندها خلل واختلال في الفكر تارة وفي العقيدة تارة وفي الحركة اخرى ، وهذه مشكلتنا اليوم مثلا مع الشيعة حين نحاول ان نصادمهم وننقد منهجهم وعقيدتهم لمجرد النقد ولمجرد اثبات انهم على خطأ فادح ولا يرجى منهم الا خطر محدق من كل صوب واتجاه وهم وان كانوا كذلك خطر لا ريب فيه لكن انى ان نتفاهم او حتى نرشدهم الى موطن الزلل ونحن ليس بيننا وبينهم الا السباب والشتم والقدح والتجريح بسبب وبغير سبب ، والفرق والبون شاسع في التعامل مع من يدعي الاسلام وان كان كافرا ومع الكافر المحض .

ولننظر الى الموضوع نظرة بسيطة : البشر جبلوا على صعوبة النقد على نفوسهم الا من امن وتربى على قبول النقد وانكار الذات ، والسؤال الذي استوقفني هل ما يفعله بعضنا مع الشيعة هو من الدعوة الى الله في شيء ؟!!!
هل هذا التجريح وتسليط الضوء على الطوام هو من باب الارشاد الى طريق الصواب ؟!!!!
هل نظن ان انكارنا لمنكراتهم على هذا النسق سيردهم الى حظيرة الدين ؟!!
لست انادي ان نتناسى مصائب الشيعة وبلاويهم لكنني انادي ان نطبق معهم هدي الاسلام في التعامل مع الفساق واصحاب البدع .
كيف ترجوا مني ان اسمعك وانت لا تريد ان تسمعني كيف تطلب مني تصحيح معتقداتي وافكاري ومباديئي -وان كانت كفرية - وانت لا تبدي لي اي تعاطف او رؤية لمواطن الحسن في منهجي .
لقد مدح الله النصارى بما هم اهله كما وضح مواطن الاعوجاج لديهم ، ورسولنا صلى الله عليه وسلم مدح اشخاص باعينهم وهم لم يسلموا بعد وذكرهم بما هم اهله ، النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يحب شعر امية ابن ابي الصلت والرجل مات كافرا قال عنه صلى الله عليه واله وسلم : كفر هو واسلم شعره .

وانظر الى الخوارج ومنهجهم المعوج وكيف تعامل معهم الصحب الكرام وان في كلمات ابن عباس رضي الله عنه وارضاه في حواره معهم منهج للمختلفين معنا في الفكر والاعتقاد ، والسؤال هل سب الصحب الكرام الخوارج على المنابر وفي دروس العلم وفي الطرقات ونشروا ذلك بين الناس أم ان الحوارات الدائرة كانت بينهم وبين اصحاب الملل والنحل الاخرى دون اقحام عامة المسلمين في هذا ؟ هل تطاول الصحب الكرام رضوان الله عليهم على اشخاص هؤلاء ورموهم بالجهل المطبق والفكر المضمحل والرؤية الضيقة والفسق والابتداع .....الخ من الاوصاف التي يتقنها كثير من مشايخ المسلمين اليوم دون ان يقدموا حجرا صحيحا في زاوية الاصلاح ، ان الاصل في اوصاف الفسق والابتداع ان تطلق على الاعمال والافكار لا على الاشخاص والجماعات والفرق ، ولنا في تعامل النبي صلى الله عليه واله وسلم مع المنافقين في المدينة اسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الاخر .

واخيرا فاننا-وفي هذا العصر بالذات الذي كثرت فيه الفتن - لا نستطيع ان نجمع الناس كلهم على راي واحد ......هذا محال لكن نجتهد ان نتفاهم مع من حولنا خاصة ان كان ممن يدعي الاسلام وان نقيم عليه الحجة بالدليل والمنطق الحسن لا ان ننابزه العداء والبداء بالهجاءوالشحناء والبغضاء

والله تعالى اعلم

هناك ٦ تعليقات:

أحمد بسام يقول...

مولانا ايه المواضيع الشائكة ديه ربنا يستر عليك ودعواتك

م/ أحمد مختار يقول...

اخي احمد بسام

هل الموضوع فيه مشكلة ؟!

لقد تربينا على ان نقول الحق لا نخشى الا الله ، فإذا كان الوقت مناسبا لقولة الحق او لنقل انه انسب وقت لقولة الحق كانت قولة الحق الزم واوجب

بارك الله فيك اخي احمد

مصعب رجب يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم :
بكل وضوح وبكل صراحة أيضا :

كما أن الله عز وجل قد مدح النصارى بما هم أهله فهو كذلك قد قال عنهم : (( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة )) فوصفهم صراحة بالكفر .

بعيدا عن تشابكات السياسة التي تدخلت كثيرا في موضوع الشيعة أقول لك أخي الكريم :

1- للدكتور راغب السرجاني خمسة مقالات ناقش فيها مسألة الشيعة بقليل من التفصيل ويمكن الرجوع إليها على موقع قصة الإسلام :
www.islamstory.com

2- أحسب - تغليبا لحسن الظن - أن كل من يتحدث عن الشيعة وموقفهم من الإسلام لا يرجو بذلك مجرد إثبات أنهم على خطأ أو أنهم حتى قد خرجوا من الإسلام ، وإنما أتصور أن الهدف من الحديث هو تحديد موقع الشيعة أو غيرهم بالنسبة لكل مسلم ( التوصيف ) وبناء على هذا التوصيف تحديد طريقة التعامل مع هؤلاء الناس .
وأعتقد أنه لا يخفي عليك أخي الكريم أن أحكام أهل البدع تختلف عن أحكام أهل الفسق الذين يعلنون فسوقهم بين الناس وتختلف احكام الفريقين عن أحكام الكافر وكلها تختلف عن أحكام المرتد وهكذا ....
إذن القضية ليست قضية إثبات خطأ أو ما شابه وإنما القضية قضية (توصيف) ثم تحديد (مبادئ وقواعد للتعامل) وكلاهما في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة .

3- أخيرا أقول حول الفقرة الأخيرة من مقالك :
"واخيرا فاننا-وفي هذا العصر بالذات الذي كثرت فيه الفتن - لا نستطيع ان نجمع الناس كلهم على راي واحد ......"
أخي الكريم :
كم من الناس يعلنون أنهم مسلمون وهم في حقيقة الأمر كافرون لا يمتون للإسلام بصلة : البهائية - القاديانية - ... فهل نطبق عليهم ما تطالب به حضرتك من التعامل معهم حول ما اتفقنا عليه أو ما شابه ذلك أم أن لهم أحكام الكافر أو المرتد ( حسب الحالة ) والتي هي مذكورة - الأحكام - في القرآن الكريم وفي السنة النبوية .

جزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحمد رشاد يقول...

أخي الحبيب

أسال الله أن يرزقك من كل خير سواء تمنيته أو لم تتمناه .

مهما أتفقنا في مواقف نختلف و إن إختلفنا يبقى صافي حبنا (المؤمنون)


اليهود و النصارى

فالقرآن يقول: {وجادلهم بالتي هي أحسن}، وقال: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} ليس فقط بالحسن، بل بالأحسن

ولكن

{ ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك . وما أنت بتابع قبلتهم . وما بعضهم بتابع قبله بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين } . وقوله { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم } .
فكيف يكون، وكيف يثمر حوار ديني بين طرفين، أحدهما يعترف بالآخر، ويقبل به طرفاً في إطار الدين السماوي، بينما الطرف الآخر يصنفنا كمجرد "واقع"، وليس كدين، بالمعنى السماوي لمصطلح الدين؟!

ذلك هو الشرط الأول والضروري المفقود، وذلك هو السر في عقم كل الحوارات الدينية التي تمت وتتم رغم ما بذل ويبذل فيها من جهود .

والإسلام لا يجبرهم على الإسلام لقول الله تعالى: {لا إِكراه في الدينِ قد تبين الرشد من الغي}

و لذلك تبقى المعاملة الإسلامية معهم (الدين المعاملة) .

الشيعة
أترك هذا الموضوع لمن هو أهل له

م/ أحمد مختار يقول...

اخي ابو اسامة
حزاك الله خيرا على التعليق الطيب وشكر الله لك ،
مسألة ان الله وصف النصارى بما هم اهله فذلك في الحق والباطل وهذا ماقلته في مقالي ان الله مدحهم في مواضع وبين كفرهم في مواضع ونحن لا نخشى ان نصف احدا صراحة بالكفر اذا كان يستحق لكن في المكان المناسب والوقت المناسب والقران نزل منجما ليناسب الحوادث والمواقف .

واما ان من يتحدث عن الشيعة بنية كذا او كذا فنحن لا نشق عن صدور الناس لكن لا تكفي سلامة النية لقبول العمل

واما طريقة تعاملنا مع الشيعة فهو ما كنت اعنيه لان "الدين المعاملة"،إقامة الحجة على صاحب الباطل ايا كان له قواعده وضوابطه ولسيت مشاعا لعامة المسلمين انما هو عمل اهل الاختصاص .

لا بأس من توعية الناس بالحكمة والموعظة الحسنة لا بالسب والانتقاص والشتم ، حين يقوم صاحب البدعة الضال بمقاومة محتل غاصب وباسلحة بسيطة هل يكون رد الفعل هو التكفير والتفسيق والتبديع والتضليل إن هذا لشيء عجاب!

اما حول الفقرة الاخيرة فنهاك نقطة خطيرة تغيب عن كثير منا : ان اقامة الحد على المرتد وتطبيق التشريعات التي تلجم اهل البدع والضلالات هي من اختصاص الحاكم
والسؤال هل لدينا الحاكم الذي يقيم هذا ؟
والاجابة ببساطة لا
ودون الخوض في موضوع اقامة الحدود فوجهة نظرك في الفقرة الاخيرة هي صلب ما اتحدث فيه
علينا حين نعامل اهل البدع واالفسق والضلال ان لا نتعامل معهم من حيث انهمى مجرمون اصدرت الاحكام في حقهم ولكن من حيث اننا نعامل بشراينبغي لنا ان نكسب قلوبهم لدين الحق والهداية

لكن هل من المقبول انك لا تقلب طرفك يمنة ولا يسرة الاوجدت سابا او شاتما او قادحا للشيعة

ان يصل الحد ببعض المشايخ الى درجة ان يقول لا تساعدوا حماس (طائفة من اهل السنة)فانهم يتعاملون ويتعاونون مع ايران وحزب الله ؟!!!!!!!!!!!!

لست انادي بالتميع ولكن انادي بالحكمة
لست انادي بقبول طوام الشيعة بل بالنقد الموضوعي لمنهجهم المعوج لا لاشخاصهم ومسماهم
لست انادي بالسكوت عن جرائمهم التي يرتكبونها في العراق كل لحظة بل بنصحهم وتحذيرهم على جرائم بعينها

اخيرا اخي الحبيب فان سيرة النبي صلى الله عليه واله وسلم هي المدرسة الحقيقية والتطبيق العملي لهذا الدين الذي نشرف بالانتماء اليه ، وصحبه الكرام هم حملة اخلاق النبوة الى العالمين

اخي الحبيب ان خلاصة رايي وبكل صراحة :
ان نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه في التعامل مع المنافقين واصحاب البدع

وكلمة اهمس بها في اذنك اخي الحبيب
(إن طور الاستضعاف وغياب الدولة المسلمة يختلف في احكامه عن طور القوة والدولة )

جزاك الله خيرا

م/ أحمد مختار يقول...

اخي الحبيب احمد رشاد

نورت مدونتي بالتعليق

لا اختلف معك في حرف واحد مما قلت في الحوار مع النصارى وغيرهم من اهل الكفر واعجبتني كلمتك :
و لذلك تبقى المعاملة الإسلامية معهم (الدين المعاملة)

وانا لا اتحدث عن النصارى او اليهود
لكن اتحدث عن الشيعة واشباههم
جزاك الله خيرا